بيــان حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني
في ذكرى الثامن من آب/ لعام 1988
يا أحرار العرب …
“حيثما كنتم، اعلموا أن العراق في هذه الساعة يناضل من اجل أمنية كل العرب: الوحدة العربية. واعلموا أن العراق يريق دمه في سبيلكم، وان انتصاره منوط بكم وحدكم، وفي كل ساعة، لترتفع قلوبكم إلى الله تسأله أن ينصر العراق ولتكن تحيتكم فيما بينكم بعد الآن: نفدي العراق”، كانت هذه كلمات رائد الفكر القومي التحرري الرفيق المؤسس مشيل عفلق رحمه الله.
“أنه يوم الأيام، يوم كل الشرفاء، يوم الحد الفاصل لعمليات تصدير السموم الطائفية والشعوبية، يوم الانتصار العظيم الذي سجله العراق باسم كل العرب، وباسم كل الإنسانية فكان انتصار للحاضر والماضي والمستقبل، وهو انتصار محسوم بشكل أكيد ونهائي، نتيجة التفوق النوعي العميق المميز لنهضته”، هذا الانتصار على العدوان الفارسي الصفوي، كان في الوقت نفسه انتصارا غير مباشر على العدو الصهيوني المحالف لإيران، والذي دق ناقوس الخطر لمعسكر أعداء العراق والأمة فأفرغوا ما في جعبتهم من عدوانات متتالية العدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 والحصار الجائر وعدوان الحلف الأميركي الأطلسي الصهيوني الفارسي واحتلال العراق عام 2003 والذي جابهه مجاهدو البعث والمقاومة مجابهة جهادية حازمة كسرت ظهر المحتلين الأميريكان وألحقت بهم الهزيمة المنكرة محققين نصرنا التاريخي الوطني والقومي في الحادي والثلاثين من كانون الأول عام 2011.
يا أحرار أمتنا المجيدة
يا أبناء شعبنا العربي
تحل ذكرى يوم النصر العربي العظيم الذي حققه العراق في 8-8- 1988م الذي تم فيه كسر الغطرسة الإيرانية الصفوية وتجرع بها خمينيهم السم الزعاف على يد نظام الحكم الوطني في العراق ورجالاته رجال العروبة وجنودها البواسل، هذه الذكرى التي تشكل نصرا قوميا لأمتنا العربية المجيدة ونصرا وطنياً للعراق ولشعبه. فلم يكن العدوان على العراق من قبل مافيا الملالي في طهران إلا لمحاصرة الحالة البعثية المتفوقة، الحالة الشعبية النهضوية التي برهنت، من خلال ملاحم القتال والانتصار على العدوان، عن نجاحها في بناء الإنسان الجديد والمجتمع البطولي الحضاري، هذه الحالة التي كنا ندعو جماهير أمنتا وطلائعها المناضلة ومثقفيها إلى الوقوف إلى جانب المقاومة العراقية البطلة التي أرهقت المحتل الأمريكي هذه المقاومة التي لا تنوب عن الأمة العربية في مواجهة العدوان الإيراني فحسب، بل أنها تخوض أقسى واخطر المعارك البطولية في وجه طموحات الفرس في السيطرة على مقدرات العراق والأمة، هم البعثيون الشرفاء، ومعهم كل القوى المؤمنة بقيادة البعث التي لا مناص عنها في مقاومة كل أشكال الاحتلالات التي تتعرض لها منطقتنا العربية، والوقوف في وجه الأشرار والظلمة الذين ألحقوا الدمار في خاصرة الأمة العربية وجناحها الشرقي.
يا أبناء أمتنا المجاهدة الصابرة
أن ما يتعرض له العراق وشعبه وخلال الثلاثة عشر عاما على ايدي القوى الطائفية الصفوية والحكومة المؤتمرة بأوامر سادتهم في قم وطهران يهدف الى سلخ العراق من محيطه العربي وتغيير ديمغرافيته ليصبح تابعا لايران ورغم كل المخططات والاجراءات التي تم فرضها الا ان العراق وشعبه يأبى الا ان يكون عربيا ذو عمق عربي متأصل.
أن تضحيات العراق وشعبه في سبيل تحرره والحفاظ على عروبته تضحيات ضخمه وعظيمة تم فيها بذل الغالي والنفيس ول تلاحم ابناء الشعب العراقي ووقوفه سدا مينعا في وجه السياسات والاجراءات التي تتبعها الحكومة المؤتمرة بأوامر اسيادهم في قم وطهران وآخرها قانون حظر البعث فشلت كل محاولات نزع العراق من حضنه العربي وأبى الا أن يكون عربياً منتصرا مدافعاً عن أمته وعن سيادته.
يا جماهير شعبنا
ويا أبناء امتنا المجيدة
من منطلق الإيمان العميق باستعداد الأمة للصمود والنهوض والتجدد الأصيل المبدع، ومن منطلق التقدير الواقعي لحجم الأخطار الخارجية والمؤامرات التي تهدد الأمة ومصيرها، وإمكانات نهضتها، ومقومات وحدتها، بالخنق والإهدار والتبديد، وبالتالي من منطلق الشعور بالمسؤولية القومية بان مصير الأمة لا يجوز أن يترك في مهب الرياح وتحت رحمة الصدف والأقدار، بل أن كل الأسباب والظروف تستدعي إيجاد عمل جماعي شعبي، يشرك جماهير الأمة قاطبة في مشرق الوطن ومغربه، وتتوافر فيه أعلى مستويات الوعي والنضج والممارسة النضالية، لكي يرتقي بنضال الأمة في سبيل أهدافها القومية العليا إلى مستوى العمل التاريخي الموحد، المبني على العلم والتخطيط والروح الشعبية الديمقراطية الخلاقة. فمعركة التحرير التي تجري في العراق والتي تقودها المقاومة العراقية والتي ستتحطم على عتباتها طموحات أحفاد الخميني وأتباعه وشركائه الغرب المتصهين هي معركة تحرر الأمة والتي ستكون بداية التحرير الكامل والشامل لأمتنا المجيدة.
عاش العراق حراً عزيزاُ عربياً
المجد والخلود لشهداء أمتنا المجيدة وعلى راسهم صانع مجد الثامن من آب الشهيد القائد صدام حسين
عاشت فلسطين وعاشت الأمة والمجد لشهدائهم الأبرار.
النصر للمقاومين العرب ضد الامبريالية والصهيونية في كل بقعة ارض عربية محتلة .
تحية اعتزاز وتقدير لرفاق العقيدة المرابطين في جمجمة العرب الذين يقاتلون الاحتلال ويلحقون به خسائر فادحه وفي مقدمتهم قائد الجهاد الرفيق المناضل عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.
القيادة العليا
الأردن 8/آب/2016